يُعد تساقط الشعر من المشاكل الشائعة التي يُعاني منها العديد من الأشخاص باختلاف أجناسهم، والتي قد تُسبب لهم الإزعاج والإحراج أمام الآخرين، وقد يكون في بعض الحالات أمرًا مؤقتًا وطبيعيًا لا يستدعي الخوف أو القلق، ولكن هنالك بعض الحالات من التساقط المُفرط للشعر التي تستوجب الكشف عن أسباب المُشكلة، وتستدعي تدخل الطبيب لعلاجها وحلها قبل أن تتفاقم آثارها وتتسبب بحدوث بقع من الصلع في الرأس، أو الانتهاء بالصلع الكليّ، ولكن متى يكون التساقط أمرًا خطيرًا؟ وما هي أنواعه وأسبابه؟ وكيف من الممكن حماية الشعر والحفاظ عليه صحيًّا ومُشرقًا؟ [١]
أنواع تساقط الشعر
تختلف أنواع تساقط الشعر تبعًا للأسباب المؤدية له، ومن أبرز أنواعه ما يأتي:
تساقط الشعر الوراثي
يُعرف هذا التساقط باسم الثعلبة الأندروجينة، ويُعد من أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا، إذ يحدث مع التقدم في العمر أو في سن مُبكّرة بسبب بعض العوامل الوراثيّة بغض النظر عن جنس الشخص، فقد يُصاب كل من الذكور والإناث بالصلع، وعادة تبدأ بصيلات الشعر بالتساقط تدريجيًا مُسببةً تراجعًا لخط الشعر وحدوث البقع الصلعاء لدى الرجال، وخفّة الشعر على طول تاج فروة الرأس لدى النساء.[٢]
تساقط الشعر المرضي
يحدث هذا النوع نتيجة بعض الحالات المرضيّة، أو المشاكل الهرمونيّة، أو لأسباب طبيّة مُختلفة، وقد يكون دائمًا أو مؤقتًا، ومن أبرز أسبابه ما يأتي:[٢]
- التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل والولادة أو بعد انقطاع الطمث.
- مشاكل الغدة الدرقية.
- المشاكل التي ترتبط بجهاز المناعة، والتي تُسبب تساقطًا جُزئيًا للشعر مثل داء الثعلبة، أو التهابات فروة الرأس مثل السعفة، أو اضطراب نتف الشعر المُسمّى بهوس نتف الشعر.
- التعرّض لصدمة نفسيّة أو جسديّة تُسبب تساقطًا مؤقتًا للشعر بعد مرور عدّة أشهر من الصدمة.
- تناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائيّة التي تُسبب تساقطًا للشعر كأحد الآثار الجانبيّ لها، مثل: أدوية القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو النقرس، أو التهاب المفاصل.
- العلاج الإشعاعي والكيميائيّ للرأس، فقد لا ينمو الشعر كما كان مرة أخرى.
تساقط الشعر الطبيعي
يفقد الشعر قوّته وكثافته مع التقدّم بالسن، وهو أمر طبيعيّ ينتج عنه تساقط هذه الخصلات الضعيفة أو موتها، وبشكل عام يُعد فقدان الشخص 50-100 شعرة يوميًا أمرًا طبيعيًا، إذ سيبدأ الشعر مجددًا بالنمو من البصيلات نفسها وهي دورة حياة الشعر الطبيعية، ولكن مع مرور الوقت قد تتوقف بعض البصيلات عن إنتاج الشعر وتُصبح الشعرة أرقّ، وعندها يفقد الشعر لونه ويتحول للرماديّ وهي علامات طبيعيّة تُصاحب الشيخوخة والتقدّم في السن.[٣]
تساقط الشعر الناتج عن سوء العناية والتصفيف
يُمكن أن يحدث تساقط الشعر نتيجة إهمال الشعر، وسوء العناية بصحته، أو اتباع أساليب خاطئة أثناء تصفيفه، ومن أبرز هذه العادات ما يأتي:[٣]
- سوء التغذية الناتج عن اتباع حميات غذائيّة غير صحيّة أو نظام غذائي غير مُتزن؛ إذ إن بصيلات الشعر تحتاج إلى بعض العناصر الغذائيّة المهمة التي تضمن نموها بشكل صحي وسليم، خاصةً البروتين، والمعادن، والفيتامينات، ومن أهمها فيتامين (د)، وبالمقابل فإن نقصها قد يتسبب بتساقط الشعر، وجفافه، وبهتانه، وهشاشته، وظهور قشرة الرأس.
- استخدام بعض مُنتجات العناية القاسية التي تُؤذي الشعر وفروة الرأس، ومنها الشامبوهات التي تحتوي على الكبريتات، وبخاخات الشعر الكيميائيّة الضارّة وغيرها. [٤]
- استخدام الإكسسوارات القاسية والأربطة المطاطيّة التي تسحب الشعر بقوة مُؤدية لتساقطه.[٤]
- شدّ الشعر وربطه بقسوة لعمل تساريح متينة ومشدودة.[٤]
وسائل طبيّة لعلاج تساقط الشعر
هناك العديد من الأدوية المُستخدمة لعلاج تساقط الشعر، والتي يوصى بتناولها بعد استشارة الطبيب المُختص؛ إذ قد يكون لها العديد من الآثار الجانبيّة المُحتملة والتي تتفاوت في تأثيرها من شخص لآخر، ومن أبرزها ما يأتي:[١]
- دواء المينوكسيديل (روجين).
- دواء الفيناسترايد (بروبيكيا).
- الكورتيكوستيرويدات مثل البريدنيزون.
- الجراحات الطبيّة ومنها: زراعة الشعر وتصغير فروة الرأس من خلال قص جزء منها.
- الأنثرالين الموضعي.[٥]
- الديفينسيبروني لتحفيز نمو الشعر لدى مُصابي داء الثعلبة.[٥]
- العلاج بالليزر.[٥]
- السبيرونولاكتون.[٥]
- مُثبطات جانوس كيناز لعلاج داء الثعلبة.[٥]
وصفات طبيعيّة للسيطرة على تساقط الشعر
هناك العديد من الوصفات الطبيعيّة التي تحمي الشعر من التساقط وتحافظ على صحته، ولكن تجدر الإشارة إلى إمكانية أن يعاني البعض من الحساسية تجاه أي من المواد المذكورة في هذه الخلطات، لذلك لا بدّ من اختبارها على منطقة صغيرة من الجلد أولًا، ومن أبرزها ما يأتي:
تدليك الشعر وفروة الرأس بزيت جوز الهند
يساهم زيت جوز الهند في منع فقدان البروتين من الشعر؛ فهو يتغلغل في خصلات الشعر بعمق، وبالتالي يحمي الشعر من التلف والتقصّف اللذين يؤديان لتساقطه، ويُستخدم بالطريقة التالية: [٤]
- المكونات:
- ملعقة أو ملعقتان كبيرتان من زيت جوز الهند.
- الطريقة:
- افركي زيت جوز الهند بيديك ثم ضعيه على شعركِ وفروة رأسك ودلكيهما برفق.
- اتركيه على شعركِ مدّة 60 دقيقة على الأقل.
- اغسلي شعركِ باستخدام شامبو مُعتدل.
- ضعي البلسم المُرطّب على شعركِ.
- كرري الوصفة مرتين أسبوعيًا على الأقل.
ماسك بذور الحلبة
تحتوي بذور الحلبة على خصائص تعزز نمو الشعر الصحي وتقلل من تساقطه، وتُستخدم بالطريقة الآتية:[٤]
- المكونات:
- نصف كوب من بذور الحلبة.
- كميّة من الماء تكفي لنقع البذور.
- الطريقة:
- انقعي نصف كوب من بذور الحلبة في وعاء مليء بالماء ليلة كاملة.
- اطحني بذور الحلبة لعمل معجون متجانس.
- ضعي الماسك على شعركِ.
- اتركيه لمدّة 30-60 دقيقة.
- اغسلي شعركِ بالماء.
- كرري هذه الوصفة مرة واحدة أسبوعيًا.
نصائح للحد من تساقط الشعر
يُنصح باتباع الإرشادات والنصائح التالية للحد من تساقط الشعر، وهي كما يلي:[٦]
- اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالعناصر الضروريّة للحفاظ على نمو شعركِ وصحته، ومنها الحديد، والزنك، وعنصر السيلينيوم، والفيتامينات الموجودة في اللحوم، والأسماك، والخضراوات، والألبان، والأجبان، والبيض، والفواكه الحمضيّة، ففي حال نقصها الشديد يُنصح بتناول مكملاتها الغذائيّة تحت إشرافِ طبيّ.
- تجنّبي استخدام مُنتجات العناية والتصفيف القاسية التي تحتوي على مواد كيميائيّة ضارّة بالشعر، واستبدليها بأخرى مُعتدلة ولطيفة المكوّنات.
- يُنصح باستخدام البلسم المُرطب على أطراف الشعر المُتقصفة لاستعادة صحتها.
- تجنّبي شد شعركِ بقوّة أثناء تصفيفه أو تمشيطه، واستبدلي ذلك بعمل التسريحات الفضفاضة التي لا تشدّ الشعر بقسوة.
- تجنّبي استخدام أدوات التجفيف أو التصفيف الحراريّة التي تُتلف شعركِ وتزيد من تساقطه، مثل: مكواة التجعيد أو السشوار.
- تخلصي من بعض العادات الضارة بصحة الشعر، مثل التدخين.
المراجع
- ^ أ ب Kristeen Moore (25-6-2019), "Everything You Need to Know About Hair Loss", healthline, Retrieved 13-1-2021. Edited.
- ^ أ ب "Hair loss", .mayoclinic, Retrieved 13-1-2021. Edited.
- ^ أ ب Adrienne Stinson (28-5-2019), "Causes and treatments for thinning hair", medicalnewstoday, Retrieved 13-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Shaheen Naser (1-10-2020), "11 Effective Home Remedies And Tips To Control Hair Fall", stylecraze, Retrieved 13-12021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Stephanie S. Gardner, MD (26-7-2019), "Understanding Hair Loss -- Treatment", webmd, Retrieved 13-1-2021. Edited.
- ↑ Lisa Bryant, ND (18-10-2020), "How to Stop Hair Loss: Do Natural Treatments Work?", wikihow, Retrieved 13-1-2021. Edited.